الدروة 24/بواسطة محمد الحرشي
الغالب في نقاش اثنين (اثنتين) هو موضوع عيد الأضحى وبطله الكبش، هذا الأخير يتحول إلى نجم هوليدي أو من كبار كرة القدم، لا تتوقف الألسن عن الحديث عنه على مدار الساعة، رغم أن حدث الدبح ما زال بعيدا. فلا تسمع في المقاهي والشوارع إلا الاستفسارات عن اثمنة الأكباش في الاسواق وعلاقتها بالعرض والطلب وما يتناقله الكسابة والشناقة الذين يتحولون إلى خبراء في الجودة اللحمية والشحمية رغم أنف الجميع وكل واحد يتفاخر على الآخر حسب انتماءه القبلي وجودة العلف والعشب في منطقته ،وتأثيره على البنة والذوق الرفيع.وهذا الجو المحموم ببطلنا الكبش ينخرط فيه الأطفال بعفوية بريئة التي لا تعرف من مشاكل الكبش سوى الزنان والرأس المبخرة و”تاقديروت” في اليوم الموالي.أما النساء فكل واحدة تعطي التعليمات الصارمة لزوجها في أن يشتري الكبش الكبير والقوي داخل رحبة المواشي ، له قرنان ينطح بها اقرانه فوق السطوح ليبرهن عن ثمنه المرتفع دون أن يأخذ بالحسبان النطحة القوية التي أصابت أجرة الرجل في مقتل والتي سوف تنعكس على مصروفه اليومي لعدة شهور مقبلة.
ورغم كل هذه الاهتمامات الزائدة عن الحد والظروف الاقتصادية الصعبة التي يطبعها التضخم وتراجع قيمة الدرهم ، لا نجد إلا الانتباه العقلاني إلى مخاطر وأمراض اكل لحم الخروف دون تدابير وقائية صارمة. فكل واحد يحكي لصاحبه طريقة التعامل التقليدي مع لحم الكبش وخصوصا في الايام الثلاث الأولى بدءا بالقطبان وبولفلاف مرورا إلى اكل “التقليا” ليلا،وفي اليوم الموالي تبخير الراس على نار هادئة. أما تأثير الوجبات التقليدية المتعارف عليها حسب المناطق والعادات وما سوف يدخل إلى أجهزة الهضم من طفيليات وفيروسات اذا لم تتعرض إلى حرارة معقولة فأمور في آخر اهتمامات الأسر من كبيرهم الى صغيرهم. كما يظن البعض أن المشروبات الغازية تساهم في عملية الهضم والعكس هو الصحيح، فهي تزيد الطين بلة وتفاقم من الإصابة بعدة أمراض تؤدي إلى مالا تحمد عقباه آجلا أو عاجلا.