الدروة24 متابعة محمد الحرشي
كثيرا ما انتظر سكان الصويرة خبر خلق منطقة اقتصادية تعيد الأمل إلى نفوس الشباب، وخصوصا ان المدينة الساحلية على المحيط الأطلسي، تسمى كذلك “موكادور” ، كانت رائدة منذ الاستقلال في الحركة الاقتصادية الوطنية والاقليمية.فالكل يعرف ان مدينة الصويرة بميناءها وثروتها السمكية وبراعة صناعتها التقليدية وفلاحتها البورية شكلت سابقا، قوة اقتصادية يشيد بها الجميع وكانت منطقة ما يسمى “الجريفات” أي الحي الصناعي عبارة عن بنية اقتصادية مهمة تصدر السردين المصبر إلى كل مناطق المغرب. اما معمل صناعة الجلود “دار كارييل” – كما نسميه – فكان نقطة إشعاع للصناعة المغربية في القارة الأفريقية. لكن مع مرور السنين وضعف السياسات العمومية والتدبيرية وخصوصا تلك المتعلقة بالمحافظة على الثروة السمكية مع انتشار الانتهازية ومنطق مصلحتي اولا لدى النخبة المتحكمة في القرارات المحلية ، تراجعت القوة الاقتصادية لمدينة الصويرة واضحى مجالها الترابي كله تابع يعيش على تقلبات السوق السياحية والتنسيق بين لوبيات الاحتكار والمضاربات العقارية على حساب الخدمات الأساسية والشغل المتعلقة بباقي فئات المجتمعاليوم، مسألة التفكير والتخطيط داخل المجلس الأقليمي لإحداث منطقة اقتصادية ب”دوار لعرب” التابع للمجال الحضري للصويرة ،المهمش منذ الاستقلال ،مبادرة جد مهمة سوف تعيد الثقة إلى شباب مدينة الصويرة ،وخصوصا اذا ما تم الربط المحكم بين الشعب التعليمية والتكوينية في المنطقة مع استراتجية المخططات الاقتصادية المزمع تجسيدها على أرض الواقع في الدوار المذكور ، وبالتالي مشاريع قادرة على تلبية طموحات الشباب المتخرج من جامعات ومراكز التكوين الإقليمية والجهوية،وليس بنيات تبقى فارغة لا تستجيب لدبلومات وشواهد المتخرجين والمتخرجات بل مشاريع قادرة على خلق فرص شغل حقيقية دائمة تعيد الثقة إلى نفوس شباب مدينة الصويرة ونواحيها.