المقاهي بين الأمس واليوم: الذكاء الاصطناعي سيطر على الذكاء الطبيعي

الدروة24/محمد الحرشي

مازلت اتذكر قوة حنيني إلى لقاء أصدقاءي في المقهى فور خروجي من العمل، كانت اوقات ممتعة اقضيها مع الأصدقاء الذين يترقبون بعضهم البعض بشوق ومحبة ظاهرة على محياهم ،وإذا تأخر أحدهم تلمس القلق على الوجوه والتساؤل عن سبب التأخر أو عدم المجيء
وأحيانا نقلب قلق غياب البعض إلى صنع الحكايات وتلفيق سيناريوهات من قبيل مساعدة الزوجة في حمل السطل إلى الحمام أو تمضيد الصغير في البيت أو عدم الترخيص له من طرف ربة البيت.
كانت اللمة في المقهى بمثابة جزء من احساسنا وحياتنا العامة مثل التي نقضيها مع الزوجة والأطفال،نحرص على عواطف بعضنا البعض واذا وقع سوء تفاهم بين اثنين أو أكثر أثناء الحديث والنقاش يتدخل من هو رزين في إعادة الأمور إلى نصابها وفي اليوم الموالي كأن شيىا لم يكن.
وفي المقهى معروف مكان كل واحد منا، نجلس على شكل داىرة يتعدى عدد المتحلقين حولها احيانا العشرة فما فوق، ويبقى الكرسي فارغا حتى يتيقن الحاضرون بأن الغاىب حجته معه لتنطلق التعليقات والتاويلات اغلبها من نسج الخيال.

واذا مرض احد من مجموعة المقهى ترى الوجوه واجمة مع سيطرة الصمت والنظر إلى بعضنا البعض لا تقطعه الا فرق الموسيقى الأمازيغية التي تمر تباعا أمامنا لكسب قوت يومها من جيوب الزوار اما نحن فقد أصبحنا معروفين لديهم ولا داعي لتكرار الاسثمالة.

وتكبر فرحة المة بالمقهى عندما يأتي ألمولعين بيننا بشراء الجرائد الورقية حينها تتسابق الأيدي لخطفها وبالتالي الاطلاع على العناوين الرىيسية، ومنا من تهمه الكلمات المتقاطعة يغرس وجهها فيها حتى تصبح الحروف لها معنى منسجم داخل الخانات طولا وعرضا.

واذا عجز البعض عن إتمام الكلمات المقاطعة تسلم الجريدة إلى ذوي الاختصاص في وضع الحروف بدقة داخل البنية العامة رغم انهم لا يشترون جريدة بسبب بخلهم وقناعاتهم بأن الجريدة الحزبية ليس فيها من ايجابيات سوى الكلمات المتقاطعة.
اما الآن فلا داعي لكتابة ما نعيشه من حرمان مع سيطر الهاتف الجوال.

The owner of this website has made a commitment to accessibility and inclusion, please report any problems that you encounter using the contact form on this website. This site uses the WP ADA Compliance Check plugin to enhance accessibility.
Scroll to Top