الدروة24 متابعة محمد كرومي
نطلقت اليوم فعاليات الموسم السنوي لسيدي علي بن محمد بتراب جماعة أولاد اسبيطة، داءرة الزمامرة، إقليم سيدي بنور. هذا الحدث البارز، الذي ينتظره سكان المنطقة كل عام بشغف، يمتد حتى الأول من سبتمبر 2024، ويجمع بين الجانب الديني والثقافي، ليصبح رمزاً لتجديد الروابط الاجتماعية وتعزيز التراث المحلي.يعود تاريخ هذا الموسم إلى قرون مضت، حيث يُعدّ تكريماً لذكرى الولي الصالح سيدي علي بن محمد، الذي يُعتبر من أبرز الشخصيات الدينية في المنطقة. وقد ساهم هذا الموسم عبر الزمن في تعزيز الهوية الدينية والثقافية لسكان المنطقة، ليصبح جزءاً لا يتجزأ من تراثهم وروحهم الجماعية.يشهد الموسم عدة طقوس دينية، تشمل زيارة ضريح سيدي علي بن محمد، وإقامة الصلوات والدعوات التي تتخللها الأجواء الروحانية المميزة. ويحرص الزوار من مختلف الأعمار والمناطق على حضور هذه الفعاليات، التي تحمل في طياتها روح التضامن والتآخي بين الحاضرين.يتخلل الموسم عروض فلكلورية وموسيقية تعكس التنوع الثقافي والتراثي للمنطقة. كما تُقام الأسواق التقليدية، حيث يعرض التجار منتجاتهم المتنوعة من حرف يدوية، وألبسة تقليدية، ومأكولات محلية. هذه الأسواق لا توفر فقط فرصاً اقتصادية للسكان المحليين، بل تسهم أيضاً في نقل التراث الثقافي للأجيال الشابة.لا يُعتبر الموسم مجرد حدث ديني وثقافي فحسب، بل هو فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين سكان المنطقة والزوار. فالعائلات تتجمع، والأصدقاء يلتقون، والزوار يكتشفون عمق التراث المحلي. كما يشكل الموسم مناسبة لبحث قضايا محلية، وتبادل الآراء حول سبل تحسين الأوضاع المعيشية، وتعزيز التنمية في المنطقة.رغم النجاح الكبير الذي يحققه الموسم سنوياً، إلا أنه يواجه تحديات تتعلق بالبنية التحتية وتنظيم الفعاليات. يسعى المنظمون إلى تجاوز هذه العقبات من خلال تحسين الخدمات المقدمة للزوار، وتعزيز التنسيق مع السلطات المحلية لضمان سير الموسم بسلاسة. في الوقت نفسه، يتطلع السكان إلى أن يستمر الموسم في النمو والازدهار، ليصبح محطة جذب أكبر على المستوى الوطني.يشكل الموسم السنوي لسيدي علي بن محمد بتراب جماعة أولاد اسبيطة حدثاً مميزاً يربط بين الماضي والحاضر، ويجمع بين مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية في جو من الاحتفال والتآزر. ومع استمرار فعالياته حتى الأول من سبتمبر، يبقى الموسم مناسبة لا تُنسى تظل عالقة في ذاكرة الزوار، وتستمر في نقل التراث المحلي عبر الأجيال.