الدروة 24 متابعة عماد وحيدال
كما تعلمون، لقد أمضيت أكثر من ثلاثين عامًا في ممارسة مهنة التصوير الفوتوغرافي، وكنت أول من أدخل آلة الكاميرا في مدينتي. في البداية، انطلقت في تصوير الأعراس، واستخدمت حينها الكاميرات التي تعمل بالفيلم الأبيض والأسود. بعد فترة، ظهرت تقنية الفيديو، واشتريت كاميرا فيديو لعرضها على العرسان ليشاهدوا ذكريات يومهم المميز. وهكذا، تطورت الأمور من فيلم بالأبيض والأسود إلى صور بالألوان، واستمرت مسيرتي من عرس إلى آخر.ولكن هناك قصة أخرى تتعلق بتصوير أعراس الشيخات. تخيلوا معي، لو كنت قد استمررت في هذا المجال وأصبحت أختص بتصوير هذه الأعراس بشكل حصري، كيف كانت ستكون هذه الصفحة اليوم؟ ربما كنت سأحقق أموالاً طائلة وأصبح مليونيرًا يُعرف بمصور الشيخات. كنت سأقوم يوميًا بإعداد تقارير مصورة مع أبرز شيوخ الكمان مثل الستاتي، المذكوري، ولد الحوات، عبدالرحيم المسكيني، وغيرهم.ولكن، هل هذا ما يجب أن تكون عليه الصحافة اليوم؟ للأسف، تحولت الصحافة إلى ما يمكن أن نسميه “الصحافة التافهة”. لقد أصبح الكثيرون يحملون ميكروفونات وشارات صحفية ويدعون أنهم صحفيون محترفون. كل ما يتطلبه الأمر اليوم هو التحدث بأي شيء أمام الكاميرا، والتظاهر بأنهم يقدمون شيئًا ذا قيمة.أين ذهبت أعمدة الجرائد العريقة؟ أين أخبار السوق اليومية؟ وأين رسومات الكاريكاتير التي كان المرحوم حمودة يرسمها ببراعة وسخرية؟ لقد اختفت كل هذه الأمور التي كانت تعطي الصحافة قيمتها ورونقها.لا يمكننا إنكار أن الوسائل الحديثة جعلت كل شيء أسهل. التصوير، إعداد التقارير، وكل ما يتعلق بالإعلام أصبح في متناول الجميع. ولكن، هل هذا يعني أن الجودة يجب أن تُضحي من أجل السرعة والسهولة؟ ربما حان الوقت لإعادة التفكير فيما نعتبره صحافة حقيقية والعودة إلى القيم الأساسية التي جعلت الصحافة مهنة محترمة.