![](https://deroua24.ma/wp-content/uploads/2024/02/img_Arabic_Designer_1706788340624.png)
الدروة24/ محمد الحرشي
كثيرا من التصرفات يقوم بها الآباء والامهات والكبار عموما أمام الأبناء والبنات وهم صغار.. ونظنها عادية
لكن مع الكبر ندرك مخاطرها على العباد والبلاد
ممكن أن نستدل على ذلك بالكثير من الأمثلة لكن أبرزها وأوضحها على الإطلاق هو استهلاك روح الحياة أى الماء.
فليس هناك ضوابط يومية ونماذج سلوكية يتأثر بها الطفل (ذكرا أو أنثى) داخل البيت تجعله يقلد ابويه في تعاملهما مع مادة الحياة الأولى ،فكل واحد يتصرف حسب هواه وعاداته الخاصة دون مراعاة حصة الآخرين من الماء ومن سوف يؤدي فاتورة الاستهلاك في آخر الشهر.
وعندما يبلغ الصغير عمر السبع السنين يكون قد تمرن وتدرب على ميكانزمات معينة في استهلاك الماء.. ترسخت في اللاوعيه فانتقلت إلى يديه بطريقة عشوائية لا تقيم للماء وزنا.. فكل سلوك إيجابي أو سلبي يجد دعاماته الأولى وميكانزماته الأساسية في الست سنين الأولى.
وعندما يكبر الإنسان لا ينفع معه زعيل أمه ولا نرفزة اييه ولا نهي أي كبير منه وهو يرى بأم عينيه غياب النموذج والمثال.
وفي المدرسة ليس هناك تدريب تربوي يومي على استهلاك الماء.. نلاحظ فتح الصنابير على حدها أثناء الاستهلاك، تكسيرها بعد تجديدها بأيام..فقط الاستهتار وغياب علامات المواطنة في النفوس الصغيرة.
والعيب ليس في الصغير بل في الكبير الذي لا يراقب سلوكه اليومي أثناء استهلاك الماء :
$الحلاقة والصنبور مفتوح،
$ السيارة تغسل بالمياه الجارية من الأنبوب
$ الدوش كأنه المطر الغزير من غيوم السماء،
$ الأم تغسل الأواني مباشرة بمياه الصنبور
وقس على ذلك من السلوكات اليومية المتكررة التي لا تقيم للماء وزنا.
وحتى كبار القوم لا يعطون النموذج في التعامل مع الماء :
& مسابح ممتلئة طوال السنة
& مساحات خضراء تسقى بالماء الصالح للشرب
& سيارات فارهة تنظف كل يوم..
حصتهم من الماء غير مدبرة بشكل عقلاني تعطي المثال السيء لغيرهم، لا تراعي مشاكل الجفاف والاحتباس الحراري وسخونة الأراضي وتغير المناخ بشكل عام.
الآن ترشيد استهلاك المياه يبدأ بمراقبة وزجر الكبار مع وضع سياسة تربوية تنطلق من البيت نحو المؤسسات التعليمية والشارع قبل فوات الأوان
![](https://deroua24.ma/wp-content/uploads/2024/02/Screenshot_2024-02-01-12-50-43-01_680d03679600f7af0b4c700c6b270fe7.jpg)