الدروة 24 متابعة عماد وحيدال
مهنة التصوير الفوتوغرافي أخذت مني أكثر من 35 عامًا، وكانت خلالها الكاميرا رفيقتي في كل المناسبات. أكثر ما لفت انتباهي كان تصوير الأعراس، خاصة أعراس الشيخات، حيث كنت حينها مطلوبًا بكثرة لتوثيق تلك اللحظات بالكاميرا، في زمن كانت فيه الكاسيط والفيديو هما السائدين. ومع تطور الزمن، ظهر الـVCD و الـDVD، وبدأت تقنيات التصوير تتغير مع ظهور البيلكول.بمرور الأيام، بدأت الأعراس تتغير بدورها، حيث ظهرت النكافات والديدجي، وبدأ المتطفلون على هذه الحرفة بالتوافد. حينها قررت التوقف وترك المجال لهم، لأركب بحر الصحافة، وبدأت في الكتابة. ومع ظهور شركات الإعلام، وظهور الهواتف الذكية ومواقع التواصل، وجدت نفسي أعود للتصوير مرة أخرى في مجال الصحافة والإعلام. وها أنا أمارس هذه المهنة بالرغم من قلة المال وتدهور الصحة، ولكنني أستمر في كتابة المقالات مرافقة بالصور، حتى لا أملّ، لأنه لا يوجد بديل.هناك من هب ودب أصبح صحفيًا في هذا الزمن، فأوجه كلامي لمجموعة من الشباب: إذا كان لديكم راتب شهري ثابت، استمروا وطوّروا مهنتكم. أما إذا كنتم تعملون بشكل غير مستقر، فالأنسب هو البحث عن مهنة توفر لكم عيشًا طويلاً. لأن غدًا قد تتوقف هذه الشركات الإعلامية، فأين ستجدون أنفسكم؟ هم يخبرونك مسبقًا أنك ستعمل معهم مجانًا ويعطونك ميكروفون فقط، وهناك من يطلب منك شراؤه لتبدأ بالترويج لهذا وذاك كي يستمر معك العمل. أترك لكم الإجابة.لا زلت أحمل آلة التصوير، وهذا هو مصدر عيشي، والجميع يعرفني كمصور ابن مصور.إن مهنة التصوير ليست مجرد التقاط صور، بل هي توثيق للحظات لا تعود، وهذا ما يعطيني دافعًا للاستمرار رغم كل التحديات. نصيحتي لكل من يمارس هذه المهنة أن يكون شغوفًا بما يقوم به، وأن يدرك أن القيمة الحقيقية للعمل ليست في الأدوات، بل في العيون التي ترى، واللحظات التي نخلدها في الصور.التقيت مع بعض الزبائن فقال لي..”لم نجد مصورًا يفهم ما نريد مثلك، دائمًا كنت تلتقط اللحظات التي تعني لنا الكثير.””صور زفافنا كانت أجمل ذكرى، ولولا احترافيتك لما كانت كذلك.””مع تطور التقنية، يبقى المصور الذي يفهم العائلة وما تحتاجه هو الأهم..