الدروة 24 Deroua 24.ma

جريدة الدروة24: نبض الأخبار على مدار الساعة"

ظاهرة التسول بسيدي سليمان: إستغلال البشر

يونس الركيك/ الدروة24

تعتبر ظاهرة التسول أحد الأزمات الاجتماعية التي تؤرق مدينة سيدي سليمان في الآونة الأخيرة. ففي العديد من الأماكن الحيوية بالمدينة، بدأ يظهر نمط جديد من التسول المنظم، حيث تقوم عصابات بالاستفادة من الفئات الهشة، خاصة النساء والأطفال، لتحويل التسول إلى تجارة مربحة.تتكون هذه العصابات من أربعة أفراد على الأقل يتخذون من الفقراء والنساء أدوات لجمع الأموال، حيث يقومون باستغلالهم بشكل مستمر ومتجدد. يشهد بعض المواطنين بأن هؤلاء الأشخاص لا يتوقفون عند حد استغلال واحد، بل يعمدون إلى تبديل الأشخاص الذين يقومون بالتسول بانتظام، وهو ما يجعل الأمر يبدو وكأن التسول “مؤسسة” تعمل من أجل التربح، بدون أن تشعر السلطات أو المجتمع بذلك.يتمتع بعض أفراد العصابة بقدرة على إقناع الآخرين بأنهم في حاجة إلى المساعدة أو أنهم في وضع اجتماعي أو صحي صعب، في حين أنهم في الواقع يستغلون ذلك لصالحهم الشخصي.المثير في هذا الموضوع هو أن هذه الممارسات تتكرر بشكل يومي في شوارع سيدي سليمان، من دون أن تجد السلطات المحلية الحلول المناسبة للتصدي لهذا الوضع. وبالرغم من أن العديد من المواطنين يطالبون باتخاذ إجراءات صارمة ضد هؤلاء المجرمين الذين يتاجرون في معاناة الآخرين، فإن الوضع لا يزال يتفاقم.وفي السياق ذاته، دعا العديد من الفاعلين المدنيين والمجتمع المحلي إلى ضرورة تدخل الجهات المختصة لمكافحة هذا النوع من الاستغلال. وفقًا لهذه المطالب، يتعين على السلطات تكثيف المراقبة الأمنية في الأماكن التي تشهد انتشار هذه الظاهرة، فضلاً عن ضرورة فتح تحقيقات للكشف عن هويات العصابات، وتقديم المتورطين إلى العدالة.إن التعامل مع هذه الظاهرة ليس فقط مسألة أمنية، بل هي قضية إنسانية تتطلب من المجتمع بأسره التحرك بشكل عاجل من أجل حماية حقوق الفئات الأكثر هشاشة، وضمان عدم استغلالهم في أفعال تخدم مصالح فردية ضيقة على حساب معاناتهم.

The owner of this website has made a commitment to accessibility and inclusion, please report any problems that you encounter using the contact form on this website. This site uses the WP ADA Compliance Check plugin to enhance accessibility.