
الدروة24 متابعة/ رضوان الشيباني
مع اقتراب مهرجان “موغا” الصويرة الذي يقام في الفترة من 2 إلى 6 أكتوبر 2024، تتجدد الآمال بين عشاق الموسيقى الإلكترونية الذين يرونه فرصة لاكتشاف أجواء فنية فريدة في المدينة الساحرة. ويعتبر هذا المهرجان حدثاً منتظراً كل عام، حيث يستقطب زواراً من مختلف أنحاء العالم، ليتيح لهم تجربة موسيقية استثنائية. المنظمون، بدورهم، أكدوا في تصريحات رسمية أن النسخة الحالية تعد بأن تكون من أفضل النسخ، حيث أعلنوا عن المرحلة الثانية من البرمجة، التي تضم مجموعة واسعة من الفنانين المرموقين.
ومع ذلك، ليست الآراء كلها إيجابية حول هذا الحدث. فبينما ينظر البعض إلى المهرجان على أنه فرصة لدفع عجلة السياحة وإحياء المدينة، تعبر بعض ساكنة الصويرة عن انزعاجها من الفعاليات الليلية التي ترافقه. ويرى بعض الساكنة أن الحفلات الموسيقية الصاخبة التي تقام في ساعات متأخرة من الليل تشكل انتهاكاً لحقهم في الراحة والهدوء. بالنسبة لهم، ضجيج الموسيقى في الأحياء المجاورة للسهرات يعكر صفو حياتهم اليومية، خاصة لمن يحتاجون إلى نوم هادئ بعيداً عن صخب المدينة.
حسب المؤيدون: فرصة اقتصادية وثقافية
من جهة أخرى، يبرز المؤيدون فوائد إقامة مهرجان “موغا” في الصويرة، مشيرين إلى الأثر الإيجابي الذي يتركه على الاقتصاد المحلي. إذ يعتبر المهرجان مصدراً لجذب السياح، مما يسهم في دعم الأنشطة التجارية والفندقية والمطاعم. إضافة إلى ذلك، يعتبره البعض وسيلة لتعزيز التنوع الثقافي والفني في المدينة، خاصة أنه يتيح للجمهور المحلي فرصة الاستمتاع بموسيقى عالمية، قلما تتوفر في الفعاليات المحلية الأخرى.
كما يرى عشاق المهرجان أنه ليس مجرد حدث موسيقي، بل تجربة متكاملة تجمع بين الثقافة والموسيقى والفن، وتمكنهم من التواصل مع أصدقاء جدد وتبادل الأفكار والمشاعر في أجواء مرحة.
حسب المعارضون: حماية للراحة والهدوء
في المقابل، يرى المعارضون أن تأثير المهرجان يتجاوز الفوائد الاقتصادية، مبرزين الجانب السلبي المتعلق بالضوضاء والإزعاج. يشير العديد من سكان الصويرة إلى أن الحفلات الليلية تتسبب في إزعاج كبير، خاصة في الأحياء القريبة من مواقع الاحتفالات. الضوضاء المستمرة لساعات متأخرة من الليل تجعل النوم والراحة أمرين صعبين، مما يؤثر سلباً على نمط حياتهم، خاصة الأسر وكبار السن.
بالإضافة إلى ذلك، يعبر البعض عن قلقهم من التأثيرات الاجتماعية والثقافية لمثل هذه الأحداث، معتبرين أن المهرجان يمثل في بعض جوانبه انحرافاً عن التقاليد المحلية ويعرض المدينة لتغيرات غير مرغوب فيها في طبيعتها الثقافية.
في النهاية، يظل مهرجان “موغا” حدثاً مثيراً للجدل بين من يرونه فرصة استثنائية لتنشيط المدينة والترويج لها على الصعيد العالمي، وبين من يعتبرونه عبئاً على راحة الساكنة وهدوء حياتهم اليومية. تبقى التحديات بين تحقيق التوازن بين إرضاء الزوار والمشاركين في المهرجان، وضمان راحة واستقرار السكان المحليين.
