
الدروة24/متابعة سعيد بولدهان
تُعَدُّ مناسبة إدرنان، التي ينطلق موسمها الاحتفالي يوم الخميس الثاني من شهر إناير وينتهي في الخميس الأخير من شهر مارس وفقًا للتقويم الأمازيغي، من أبرز العادات ذات الرمزية العميقة في ثقافة منطقة الأطلس الصغير، وتمتد جذورها إلى القرن السابع الهجري، حيث تقوم على مبدأ الوليمة، والاستقبال المتبادل، والضيافة بالتناوب بين القبائل.وبحسب بعض المؤرخين، فإن عادة إدرنان أُسِّسَت على يد الوالي الصالح أبو يحيى العثماني الكرسيفي، الذي أمر بإحيائها وفقًا للكيفية المعهودة، والتي تقوم على الإكثار من الصدقة، وصلة الرحم، وكثرة العبادة، والتضرع إلى الله لرفع ما أصاب الناس من جفاف ومجاعة اجتاحت بلاد جزولة، وأدّت إلى ارتفاع حاد في تكاليف المعيشة.وبعد توقف هذه العادة لفترة، قام الشيخ محمد أعجلي البعقيلي بإعادة إحيائها في القرن الثالث عشر الهجري، حيث عمل على ترسيخها بين أفراد قبيلته، ويؤيد هذا الرأي الفقيه والأستاذ محمد أيت بومهاوت، إذ يرى أن أبو يحيى العثماني كان أول من أمر بإحيائها بين قبيلته والقبائل المجاورة، بينما محمد أعجلي قام بتجديدها